اعرف واحده مولوده بدون رحم فماذا فعلت من ذنب او خطاً لكى تستحق العقم وهى الان تعيش حزينه لحرمانها من تكوين اسره ودائما تسألنى ماذا فعلت في بطن امى ليكون هذا مصيرى
واجابتى :-
ليس كل شي يقع تحت قانون الإستحقاق
فأى حدث يكون خارج ارادتك وليس لك دخل فيه فهو ابتلاء ، ولكن لا يكون عشوائياً دون قانون يحكمه
إلا أنه قانون فوق العقل خاص بمقام الولاية في المرتبة الثالثة من الدين ، وقد أنكر سيدنا موسى عليه السلام وهو نبي ومن أولي العزم من الرسل قتل الغلام من طرف مولانا الخضر وهو ولي عليه السلام قائلاً : "اقتلتَ نفساً زكية بغير نفس لقد جئتَ شيئاً نكُرا" ، هنا سيدنا موسى يحكم بمنطق العقل والشرع لأنه كليم الله و صاحب ألواح التوراة ، فله الحق أن يُنكر بل وأن يقيم الحد و الجزاء على سيدنا الخضر ، لانه صاحب شريعة ، وكذلك في خرق السفينة ليُغرق أهلها...
ولكنه استمر في اتباعه طمعاً في علم الرحمة اللدني يعني من لدُن الله لأن الله تعالى يقول : " فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً" فلم يستطع سيدنا موسى الصبر معه وكان قد أخبره مولانا الخضر قائلاً "لا تسألني عن شيء حتى أحدِثَ لك منه ذكرا"
و كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا دعا بدأَ بنفسِهِ ، وقالَ : رَحمةُ اللَّهِ علَينا وعلَى موسَى لو صبرَ لرأى من صاحبِهِ العجَبَ ، ولَكِنَّهُ قالَ : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي...
فلما قال مولانا الخضر عليه السلام " هذا فراق بيني وبينك" انبأهُ بتأويل ما لم يستطع عليه صبرا ، وباقي القصة معروف في القرآن الكريم ، وهذا الموضوع داخل في علوم القدرة الخاصة بالولاية وهي علوم لدنية فوق طور العقل المقيد والتي قد تبدو له عشوائية ولكن ليست هي كذلك ، بل عندها قانون خاص في عقل أوسع بتعليم الله...
لذلك الله طلب مننا عدم السؤال عن الأشياء التى تبدو لنا سيئه
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم" )
✅ الدرس من قصه الخضر وموسي هو انك محتاج إلى ولى من أولياء الله الصالحين انه يدخل حياتك لكى يجاوب على اسئلتك ، انت مش هاتقدر توصل للحكمه العميقه إلا بمساعدة احد صاحب علم لدنى وليس علم سببي
سيدنا موسى عليه السلام لم يفهم الحكمة الإلهية إلا بفهم الولي صاحب العلم اللدني يعني علم وهبي مباشر من الله سبحانه وتعالى وليس علماً كسبياً ، كذلك نحن لا يمكننا ان نفهم لماذا هذا الطفل بالذات خُلق كذا او صار يتيماً أو ... هي حكمة خاصة بهذا الطفل والفلك المرآة الذي يعيش فيه ، فسبدنا موسى أنكر غرق السفينة ، ونسي ان أمه القته في اليم ، وانكر قتل الغلام ونسي أنه قتل القبطي وسأل الأجر عن بناء الجدار ونسي خدمته لبنات سيدنا شعيب دون أجر ، فالولي ليس إلا مرآة لمريد علم الله يعرفه بنفسه ليعرف ربه ... بشرط الأتباع والتسليم
💠 مشكلتنا أننا نتعامل مع الله بالمنطق ونريد تفسيراً منطقياً لكل شئ مع أن أول صفات المؤمن هى انه يكون مؤمن بالغيب ومعنى الغيب هو ما وراء المنطق لذلك أول آيات سوره البقره هى ( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )
نلاحظ في الايه انه ذكر أول صفه للمؤمن هى الايمان بالغيب قبل ما يذكر الصلاه والزكاه فأول علامه من علامات المؤمنين انهم يؤمنون بالغيب ، والغيب هو كل موقف ليس له تفسير عقلي ، الغيب كل ما هو ليس مدرك من حكمه الأحداث الغريبه ، فيجب أن تؤمن بأن عقلك مستحيل انه يدرك جزء ولو قدر الذره من حكمه الله و يجب أن تؤمن انه يريد لنا الخير مهما كان الظاهر سئ وليس لله اى فائده من انه يهلكنا ، أما تأويل ما لم نستطع عليه صبرا سوف يتحقق عندما نذهب إلى الله ولكن نحن هنا لا نملك إلا التسليم للملك في تصريف شؤن خلقه في ملكه ،
وهذا بالإضافه إلى انه طلب مننا ان لا نسأل عن الأشياء التى تكون في الظاهر سيئه ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم") لأنه اعلم مننا وبالتأكيد كل أقداره في مصلحتنا لذلك اى مصيبه تحدث لنا تكون بسببين ، إما بسبب خطأ منا وذنوبنا وإما انه يكون اختبار لترقي الروح
فلا يجوز لك أن تتألى على الله وتضع لكل حدث تفسير حسب قانون الاستحقاق لأن ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) الانبياء 23( ان ربك فعال لما يريد ) هود 107
فهو الحاكم المتصرف في ملكه بما يشاء الذى لا يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته وعدله
الجزء الأول من المقال بهذا الرابط 👇👇
https://www.mona-elghadban.com/2024/06/blog-post_97.html