التدمير الذاتي هو نمط من السلوكيات أو الأفكار التي تؤدي إلى إيذاء الذات وتسبب التعطيل في حياتك وجذب عكس ما تريد أو تقويض النجاح والسعادة الشخصية.
يمارس الكثير من الأشخاص سلوكيات لا تتطابق مع قيمهم ورغباتهم، سواء بوعي أو بدون وعي، يدمرون فيها ذواتهم أو ذوات من حولهم، وهو ما يعرف في علم النفس بالتدمير الذاتي، يعمل كوسيلة دفاعية من العقل اللاواعي للشخص لتجنب الألم النفسي، أو لحمايته من خطر ما، أو تخويفه من الخروج من منطقة الراحة الخاصة به.
أسبابه متنوعة ويمكن أن تكون نفسية، اجتماعية، أو بيولوجية. فيما يلي أبرز الأسباب:
1. انعدام الثقة بالنفس:
الإحساس بعدم الكفاءة أو التقليل من الذات قد يدفع الشخص إلى تصرفات تدمر نجاحه أو سعادته.
2. تجارب الطفولة السلبية:
التعرض للإهمال، الإساءة، أو الفقدان في سن مبكرة يمكن أن يزرع مشاعر عدم الأمان أو الاستحقاق، مما يؤدي إلى سلوكيات مدمرة.
3. الخوف من الفشل أو النجاح:
قد يخشى بعض الأشخاص النجاح أو الفشل بدرجة تجعلهم يتجنبون المحاولات، أو يدمرون ما يحققونه بسبب القلق من التبعات.
4. الإدمان أو الاعتماد على عادات ضارة:
مثل الإدمان على المخدرات، الكحول، أو أنماط غذائية سيئة، مما يؤدي إلى تدمير الصحة النفسية والجسدية.
5. الاكتئاب والاضطرابات النفسية:
الاكتئاب واضطرابات القلق قد تؤدي إلى التفكير السلبي والسلوكيات المؤذية.
6. الشعور بالذنب أو الندم:
قد يسعى الشخص إلى معاقبة نفسه على أخطاء حقيقية أو متخيلة.
7. الضغط الاجتماعي والعلاقات السامة:
العيش في بيئة سلبية أو مع أشخاص غير داعمين قد يدفع الشخص نحو التدمير الذاتي.
8. العجز عن إدارة المشاعر:
عدم القدرة على التعامل مع الغضب، الحزن، أو التوتر قد يؤدي إلى تصرفات اندفاعية ومدمرة.
9. عوامل بيولوجية:
اضطرابات في كيمياء الدماغ، مثل نقص السيروتونين، قد تزيد من ميول التدمير الذاتي.
كيفية التعامل مع التدمير الذاتي:
التعرف على السلوكيات السلبية ومحاولة استبدالها بعادات صحية.
طلب المساعدة من متخصصين في الصحة النفسية.
تطوير مهارات التعامل مع الضغط وإدارة المشاعر.
تعزيز الثقة بالنفس من خلال تجارب إيجابية.
بناء علاقات داعمة وصحية.
إذا كنت تعاني من هذه المشكلة أو تعرف شخصًا يعاني منها، فمن المهم التعامل معها بجدية والبحث عن الدعم اللازم.
خطوات للتخلص من التدمير الذاتي
حدد ممارسو الصحة العقلية أساليب تساعد على التخلص من تدمير الذات، في الخطوات الآتية:
معرفة الأسباب الجذرية
يرجح الخبراء أن السبب الرئيسي وراء التدمير الذاتي، قد يكون في الغالب صدمة مر بها الشخص في تجربة سابقة، أو سلوك نابع من مرحلة الطفولة، ويستوجب ذلك القيام بالآتي:
▪ تحرير مشاعر تلك الصدمة، باستخدام واحدة من تقنيات تحرير المشاعر في العلاج السلوكي المعرفي او العلاج النفسي.
▪ تعلم كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة، لأننا في حقيقة الأمر لا نتجنب الهدف، بل نتجنب النتائج السلبية المُتصورة عنه، ويتضمن ذلك المشاعر السلبية التي نربطها به.
▪ ممارسة التنفس اليقظ والتأمل، وكلاهما يساعدان على تطوير التعاطف مع الذات، وكسر الأنماط بشكل أسرع.
توقف عن التسويف
غالبا ما يكون التسويف حجر الزاوية في السلوكيات المدمرة، فإذا واصل الفرد تأجيل هدف مهم بالنسبة له، فقد يكون ذلك أسهل له من الناحية العاطفية، من محاولته الوصول إلى هدفه، الذي يبدو صعب المنال.
وينصح للتخلص من عادة التسويف تعلم مهارات "التنظيم الذاتي" باتخاذ الإجراءات، لأن البدء باتخاذ إجراء يساعد الذات على تقليل الخوف، وإعادة بناء الإحساس بالقيمة الذاتية.
الابتعاد عن التفكير الكمالي
غالبا ما يكون الأشخاص الذين يقومون بتخريب أنفسهم كماليين، يبالغون في التفكير في أدق التفاصيل، ومهووسون بأن يكون كل شيء على ما يرام، وعندما يحدث خطأ ما، وهذا واردٌ جدا، يتراجعون لينتهي بهم الأمر إلى الشعور بالخجل والغرق في الاكتئاب.
ولمعالجة ذلك، ينصح بالسعي لتحقيق التميز وليس الكمال، من خلال إجراء تحسينات صغيرة، أثناء التقدم في الطريق، نحو تحقيق الهدف المنشود.