قانون حرية الإرادة الذي وضعه االله يقول أننا أحرار في ارتكاب الأخطاء واتخاذ
الخيارات دون تدخل منه . هو لن يفرض إرشادا إلهيا علينا إن كنا مقاومين لمساعدته .
الاستثناء الوحيد هو عندما نكون في موقف يعرض حياتنا للخطر قبل أن يحين موعد
مماتنا .
بينما امرأة اسمها سوزان تقود سيارتها لوحدها في طريق عودتها إلى المنزل ذات
مساء ، غفلت منعطفا في الطريق . ارتطمت سيارتها مباشرة بعمود تلفون ، ورأس
سوزان حطم زجاج السيارة الأمامي .
بينما كانت تنقلها سيارة الإسعاف بسرعة إلى المستشفى ، خشيت سوزان أنها ستموت .
عاملا سيارة الإسعاف اللذين كانو معها بالخلف قاما بطمأنتها . أحد العاملين كان عطوفا
معها على وجه التحديد . تتذكر سوزان عندما نظرت لنظارته القاتمة وشعره الأجعد
بينما كان ممسكا بيدها ويردد بصوت خافت ،" أنت ستتخطين هذه المحنة . فقط تشبثي
بالحياة ، سوزان . بإمكانك أن تنجي ." تأكيداته الرقيقة منحت سوزان القوة والرغبة
لتقاوم و تكافح لأجل حياتها .
بعد ثلاثة أسابيع ، عادت سوزان لغرفة الإسعاف لفك الغرز . لقد لمحت سائق سيارة
الإسعاف وأحد العاملين اللذين كانا معها عند أخذها للمستشفى . لكن أين العامل الذي
يرتدي نظارة ذي الشعر الداكن الأجعد الذي أمسك بيدها في سيارة الإسعاف ؟ سوزان كانت تريد أن تشكره لمنحه إياها الرغبة بأن تعيش . الرجلان حكا رأسيهما وبدا
متحيرين . لم يكن يوجد عامل داخل سيارة الإسعاف مرتديا نظارة بتلك الليلة ، لقد
أوضح السائق ." كان يوجد فقط نحن الاثنان معك . أنا كنت أقود السيارة ، وكارل كان بالخلف معك . آما ترين ، إنه لا يرتدي نظارة وشعره بني فاتح ."
تقول دورين ، االله والملائكة يفعلون كل ما هو ضروري لمساعدتنا وإرشادنا . إن كان هذا يعني الظهور كعامل سيارة إسعاف ، فسوف يفعلون . كثير من الناس أخبروني
قصصا مماثلة لناس يظهرون خلال أوقات الأزمات ثم يختفون بشكل غامض بعد أن
قاموا بتسوية الأزمة .
فوق كل ذلك ، عند عدم وجود أزمة ، فإن االله والملائكة قد يبدون صامتين ومنفصلين
عنا . مرات كثيره ، هذا ببساطة لأننا لم نطلب مساعدتهم وإرشادهم .
تجاربي المباشرة مع الإرشاد الإلهي
،تقول دورين أمى معالجة روحانية ، عرفتني على الإرشاد الإلهي منذ أن كنت صغيرة جدا . لقد علمتني أن ألجأ الله لحل وتسوية جميع أنواع المواقف . لقد
تعلمت أن االله يتحدث إلي طوال اليوم ، وكل ما ينبغي علي فعله هو أن أنصت . أحيانا
، صوت االله يكون مسموعا . على سبيل المثال ، عندما كنت في الثامنة من عمري و
أنا مغادرة مدرسة الأحد ، سمعت صوتا خارج أذني اليمنى . هذا الصوت
أخبرني بحزم ودود أن مهمة حياتي تتضمن تعليم الآخرين
الصلة بين العقل والجسم .
أحيانا نكون خائفين لأن ما يوجهنا له االله يبدو مرعبا . هذا كانت حقيقيا خاصة عندما كنت في بداية العشرينات من عمري . لقد تزوجت عقب إنهاء دراستي الثانوية مباشرة
، وأنجبت ولدين . على الرغم من أني كنت سعيدة جدا بإنجاب الأطفال ، إلا أني لا
زلت أشعر أن شيئا ما مهما كان مفقودا في حياتي . أردت أن أقدم إسهاما إلى العالم
وأن أحظى بمهنة ذات هدف . إلا أني لم أستطع أن أتصور ما الذي يمكنني أن أقدم
للآخرين وسوف يصنع فرقا . برغم كل شيء ، لم تكن لدي أفكارا فذة ، وتعليم رسمي
، أو تدريب خاص .
عند بلوغ مستوى ما ، كنت أصلي وأدعو االله ليرشدني . على الرغم من أنها لم تكن
صلوات مقصودة . أتذكر وأنا أفكر ، " إلهي ، أرجوك ساعدني !" . بطريقتي الخاصة
، طلبت الإرشاد الإلهي .
برغم كل شيء ، الإرشاد الإلهي هو إجابة لصلواتنا أو صلوات الآخرين لأجلنا . أيما
وقت طلبنا مساعدة السماء ، فإننا نتلقى المساعدة . أحيانا تكون المساعدة مباشرة ، مثلا
عندما يتدخل ملاك لإنقاذ حياة شخص من حادثة ما . في أحوال كثيره ، مع ذلك ،
يجيب االله صلواتنا ودعاءنا بإعطائنا نصيحة عملية .
لقد استلمت إرشادا إلهيا ذات يوم بينما كنت أعتني بالحديقة الصغيرة المجاورة لشقتنا .
لقد لاحظت دائما أن العناية بالحديقة تجعلني في حالة عقلية تأملية مما جعلني أتخطى
التفكير السلبي . عندما كنت أقتلع الأعشاب الضارة في ذلك اليوم ، رأيت رؤية ذهنية
ذكرتنى بمشاهدة فيلم بالأبيض والأسود في ملهى بنسي . في هذه الرؤية ، رأيت نفسي
أنعم بحياة مختلفة جدا . كنت مؤلفة لكتب منشورة ، أساعد وأعالج الآخرين ، واستمتع
بحياتي . كنت أعرف أن رؤاي لم تكن حلم يقظة عادي ، لأنها جعلتني غير مرتاحة
للغاية . برغم كل شيء ، لم أكن أعتقد أنني أملك ما يلزم لكتابة كتب ومساعدة الآخرين
.
حاولت تجاهل الرؤى ، لكنها استمرت بالقدوم يوميا . سريعا ، أصبحوا أفلاما ملونة كامله مع تفاصيل عن حياتي . قد يعتقد المرء أن هذه الصور ستكون مهربا سارا من
حياة غير مريحة ، إلا أنها في الحقيقة جعلتني أشعر بالاستياء أكثر تجاه نفسي . بدأت احس
مطاردة وملاحقة بالرؤى . عن طريق الصدفة ، اكتشفت أني إذا تناولت
وجبة اكبيره ، بإمكاني إيقاف الرؤى . لذلك بدأت بتناول الكثير من الطعام .
بعد أشهر قليلة ، ازداد وزني كثيرا ولم أكن أاكثر سعادة بنفسي أو حياتي . كل مرة
ينهضم فيها طعامي ، أستلم الرؤى والمشاعر المرافقة التي تلح علي أن أؤلف كتابا وأصبح معالجة . في النهاية تعبت من استخدام الطعام لاعتراض وإعاقة أفلامي الذهنية
. عند تلك النقطة ، استسلمت وسألت االله أن يساعدني .
"أنا خائفة جدا،" اعترفت لنفسي والله . "أنا أرغب بأن تكون لدي الحياة التي تواصل
عرضها علي ، لكن ليست لدي فكرة كيف يمكنني أن أفعل أيا من هذه الأشياء . أنا
أقصد ، أنا لا أملك الكثير من الوقت أو المال . أنا لست واثقة بأني ذكيه بشكل كاف لأتمكن من تأليف كتب ، ولا أعرف الكثير عن صناعة النشر . لكن إن كان هذا ما
تريدني أن أفعل ، فسوف أتبع قيادتك ."
بعد أن سلمت الأمر الله وطلبت الإرشاد ، تلقيت انطباعا قويا أتى على شكل حس باطني
ومعرفة عقلية . لقد عرفت وأحسست أن من المفروض علي أن أتصل بمستشار القبول
في الكلية المحلية بمنطقتنا . " أنا لا أعرف كيف سأمتلك الوقت ، والمال ، أو الذكاء لأتم الدراسة ،" لقد أخبرت االله ذهنيا ." من ناحية أخرى ، لقد وعدتك أني سوف أثق
بك وأتكل عليك وأتبع قيادتك ."
عندما أتممت الخطوة الأولى واتصلت بمستشار القبول في الكلية ، تلقيت انطباعا يقول
، "
احجزي موعدا لمقابلة المستشار شخصيا ." مرة أخرى أنا مبدئيا قاومت هذا
الإرشاد ، لكن بعدها تذكرت وعدي الله . على الرغم من تحفظاتي ، لقد وجدت نفسي
أسجل في الكلية تماما آما هداني االله أن أفعل . طالما أن زوجي يعمل في مناوبة عند
نهاية العصر ، فقد وافق على العناية بأطفالنا الصغار عندما أكون أنا بالكلية ، ثم بعدها
أعود أنا للمنزل قبل أن يذهب هو للعمل .
الإرشاد الإلهي قادني على طول خطوة واحدة في كل مرة إلى أن وبسرعة كبيره ، كل رؤاي في أفلامي الذهنية قد تحققت . إن االله دائما قد قدم المال ، الأفكار ، والمعلومات
التي كنت بحاجة إليها . لقد حصلت على شهادتين من إحدى أغلى الجامعات الخاصة
في البلاد . إن كنت قد انتظرت االله أن يريني المال أولا ، فسوف أبقى منتظرة ! في
النهاية ، بالسير على إيمان أعمى بأن االله سوف يزودني ، فقد تلقيت كل ما أحتاج إليه
من دعم مادي . عند بلوغي الثلاثين ، أصبحت طبيبة نفسية ومؤلفة للكتب الأكثر رواجا تسافر لإلقاء محاضرات وحضور مقابلات تلفزيونية وإذاعية .
باستعادة الأحداث الماضية والتأمل فيها ، أنا الآن أدرك أن االله يوجهنا في خطوات
صغيرة متعاقبة . ينبغي علينا أن نكون مدركين للأجزاء الصغيرة من الإرشاد ، ومن
ثم إنجازها ، قبل أن نستلم الخطوة التالية من إرشادنا . لقد شعرت بالرعب لأنني لم
أستطع أن أرسم بالتفصيل كيف سأستطيع أن أنجز الأشياء التي رأيتها برؤاي .