كيف تأخذ قرار صحيح
لكي يستطيع الإنسان أن يتخذ أفضل قرار عليه أن يصل بعقله إلى مرحلة الألفا، ولكي نصل لهذه المرحلة لابد أن نتعرف على نشاطات العقل ونعلم وظائف العقل الواعي ووظائف العقل اللاواعي..
ونشاطات العقل عبارة عن النشاطات الطبيعية للمخ خلال اليوم ،
وأول مرحلة من مراحل نشاطات العقل هي:
*🌀البيتا BETA
(البيتا) هي ذبذبات المخ ، وهي أخطر مرحلة يمكن للإنسان أن يتخذ فيها القرار، حيث يصدر المخ فيها ذبذبات عالية جداً وخطيرة، وهي من 14 إلى 28 دورة في الثانية، والمخ في مرحلة (البيتا) يكون منشغلاً بأكثر من شيء، فيكون منشغلاً بالأفكار وبالمؤثرات الخارجية التي تحيط الإنسان وقتها، ومنشغلاً بالأمور الحياتية سواء كانت أموراً تسعد الإنسان أو تحزنه..
إذن الراحة والاسترخاء الداخلي للمخ تكون قليلة جداً أثناء مرحلة (البيتا).
*🌀الألفا ALPHA
وهي أفضل منطقة لاتخاذ القرار،حيث تكون ذبذبات المخ فيها من 7 إلى 14 دورة في الثانية، فهي مرحلة متزنة بين الجزء الأيسر والجزء الأيمن للعقل.
فالتخيل أحد مصادر الأحاسيس، وهناك إستراتيجية تسمى « أوتوجينك » أنا أسميها « أوتو جينك إكسيرسايز » تدريبات الأوتوجينك، تقوم على التخيلات ( أوتو : أي ذاتي، جينك : متعلق بالوراثة )، وأول من طرق هذا الموضوع رجل يدعى إميل كنمي سويسري الجنسية، حيث استخدم هذه الإستراتيجية في علاج مرضاه، وحقق نتائج وصلت إلى نسبة 24 ٪ ، لكن مؤسسة الأطباء فصلته؛ لأنها رأت أنه يتناول الموضوع بطريقة غير أكاديمية قد تسبب الفوضى. بعد ذلك بعشر سنوات ظهر عالم ألماني وحاول ضبط ما قدمه إميل كنمي من نتائج، وقدم إستراتيجية تسمى Progressif relaxation ، أي : الاسترخاء بطريقة مستمرة، حتى يصل الجسم إلى مرحلة الألفا، كما قدم إستراتيجية أخرى تسمى التصور الإبداعي، وحينما يتبع الفرد هاتين الإستراتيجيتين مع التأكيدات التي تسمى Auto-Suggestion تصل النتائج إلى 34 ٪ ، وسمى هذه المجموعة Auto-Genic مختاراً اسماً ذا طابع طبي، حتى لا يتعرض لمساءلة مؤسسة الأطباء، ثم أخذ الناس في استخدامها.
ويكفي أن نعلم أن 50 ٪ من تدريبات الرياضيين العالميين مثل محمد علي كلاي، وأندرو آجاسي وغيرهم يستخدم فيها الـ Auto-Genic ، حيث يغلق لاعب السلة – مثلاً – عينيه ، ويتخيل أنه يلقي بالكرة في السلة ، ويحدد مكانه، والمسافة بينه وبين السلة، وبضبط ذلك يخزن المخ هذه المعلومات، وهكذا يصبح اللاعب متدرباً على ذلك داخلياً.
ونحن نستطيع أن نستخدم هذه الإستراتيجية مع الأحاسيس، بأن يدرب الفرد نفسه مقدماً، يغلق عينيه، ويتخيل نفسه، وهو يتعامل مع شخص صعب المراس، لا يستطيع عادة أن يتعامل معه، ثم يتخيل نفسه وهو يتعامل مع هذا الشخص بطريقة متزنة في قوله وفعله، ومن ثم يبدأ المخ في تخزين هذه البرمجة الجديدة للتعامل.
فعندما يرى الفرد نفسه وهو يتعامل مع ذلك الشخص بالطريقة الجديدة، فحينما يلقى هذا الشخص حقيقة، نصبح أمام مسارين: البرمجة القديمة، والبرمجة الجديدة، بذا نكون قد كسرنا تركيبة التجربة القديمة وأعدنا تشكيلها.
وقد اكتشف هذا المنهج في الاتحاد السوفييتي، واستخدموه في تدريب الأشخاص المشاركين في المسابقات، وفعلاً نجح الأمر ثم اتسع وأصبح يستخدمه الأمريكيون الآن.
وقد استخدم اليابانيون ذلك في مجال الإدارة، كما تستخدم منطقة الألفا كذلك في العلاج التنويمي بالإيحاء.
*🌀الثيتا THETA
وفيها يكون الشخص مسترخياً تماماً حيث ينام الشخص ويحلم، ويكون عالماً أنه نائم ويحلم، ويصدر المخ فيها ذبذبات من 3 إلى 7 دورات في الثانية، وتسمى المرحلة العميقة.
*🌀الدلتا DELTA
يصدر المخ فيها ذبذبات من صفر إلى 3 دورات في الثانية، وهي مرحلة النوم أو الميتة اليومية، وهي معجزة من معجزات الله – سبحانه وتعالى – حيث يعالج الجسم نفسه، فالجسم يكون متعباً ومرهقاً فينام الإنسان وينفصل عن العالم، فإذا ما استيقظ وجد الإنسان نفسه مرتاحاً تماماً.. ليبدأ يوماً جديداً. ولكي يستطيع الإنسان أن يتخذ أفضل قرار عليه أن يصل بعقله إلى مرحلة الألفا، ولكي نصل إلى هذه المرحلة لا بد أن نعلم وظائف العقل الواعي ووظائف العقل اللاواعي، ونعلم أننا لو تخيلنا أن العقل الواعي بحجم كرة البينج بونج فإن العقل اللاواعي بحجم كرة السلة.
🎯 العقل الواعي:-
العقل الواعي له أربع وظائف أساسية:
1- التعرف على المعلومات والتعرف على المحتوى
2- المقارنة بين المعلومات والمحتوى الذي تعرف عليه وغيره من المحتويات الأخرى.
3- تحليل تلك المعلومات والمحتويات.
4- أخذ القرار.
ونأخذ مثالاً وهو أن شخصاً قال لك: صباح الخير فستفكر في معنى ما قاله، ثم تقارن بين تلك المعلومات وبين غيرها في الماضي، وتحللها ثم تتخذ القرار بالرد عليه.
🎯 العقل اللاواعي:-
الخطورة تكمن لو أن الإنسان أسلم نفسه للعقل اللاواعي وترك له مهمة القيادة وتحديد ردود الأفعال.
بمجرد أخذ القرار يأتي دور العقل اللاواعي الذي بداخله كل مخازن الذاكرة فيفتحها لك، ويعرض أمامك المعلومات التي تريدها، بالإضافة إلى شعورك وأحاسيسك وإلى تعبيرات وجهك وحركات جسمك حتى يوصلك في النهاية للفعل.
مثال على ذلك الشخص الذي يريد أن يعبر الشارع أولاً يتعرف على المحتوى فينظر إلى السيارة القادمة نحوه وإلى المسافة المراد عبورها، ثم يقدِّر سرعة تلك السيارة وسرعته هو ثم يقدر المسافة بينه وبين السيارة، فإذا علم المعلومات كلها بدأ بالمقارنة، فيقارن هذا الموقف بمواقف له في الماضي، ثم يحلل الأمر، وفي النهاية يتخذ قراراً، ويعبر الشارع..
لكن فجأة تزداد سرعة السيارة القادمة نحوه فنجده بسرعة يتعرف على المسافة الجديدة والسرعة الجديدة وسرعته هو، ويقارن ذلك الموقف بمواقف له في الماضي، ثم يحلل، ثم يتخذ القرار بزيادة سرعته، فيعبر بسرعة أكبر.. انظر لقدرات العقل وسرعته، وستعرف مدى الإعجاز عندما تعلم أن سرعة العقل 180 ألف ميل في الثانية.
🔴 إن العقل اللاواعي لديه قوانين نشاطات العقل الباطن، وهي 672 قانوناً ، أولها: قانون « نشاطات العقل الباطن »، وهو ينص على أن أي شيء تفكر فيه يتسع ويتزايد من نفس نوعه وتجذب الشبيه اليك فما السبب في اتساعه وتزايده من نفس نوعه؟
إنه العقل لأنه يفتح لك ملفاته العقلية المتعلقة بهذا الشيء من يوم ولادتك حتى لحظة تفكيرك فيه؛ لأن كل الأشياء التي لها نفس النوع توضع في ملف واحد، فإذا غضبت يفتح لك ملف الغضب، وكلما غضبت يفتح نفس الملف، فتتراكم فيه الأحاسيس والأفكار.
إستراتيجيات القرار في المنشور القادم بأذن الله